חסר רכיב

إلى أين يذهب الإلهام؟ حقل الفن في إسرائيل في واقع متطرف – ملخص مؤتمر الفن الثاني في چفعات حبيبة

 

أُقيم يوم الجمعة الماضي مؤتمر الفن الثاني في چفعات حبيبة تحت عنوان: “حقل الفن في ظل واقع متطرف”. امتلأت القاعة بجمهور واسع، متنوّع، ومتحمس – فنانات وفنانون، مديرات ومديرو مؤسسات ثقافية، قيّمات وقيّمون فنّيون، معلمات ومعلمو فن، ناشطات اجتماعيات، وجمهور محبّ للفن.

شارك في المؤتمر ميخال سيلاع، المديرة العامة لچفعات حبيبة، وعَنات ليدرور، مديرة المركز المشترك للفنون، بالإضافة إلى البروفيسورة يولي تمير – وزيرة التربية والتعليم السابقة ورئيسة كلية بيت بيرل، والدكتور زئيف دجاني – مدير ثانوية هرتسليا، والبروفيسور أسعد عزي – فنان ومحاضر، والكاتبة والباحثة الإسرائيلية البروفيسورة نوريت غرتس، والمهندسة المعمارية والفنانة صوفي أبو شقرة، والفنانة العالمية رائدة أدون التي حضرت خصيصًا من باريس للمشاركة في المؤتمر. تخلل الحدث حلقة نقاش بإدارة الدكتورة غاليا بار-أور، بالإضافة إلى لقاء شخصي بين الفنانة أدون والقيّمة الفنية عنات ليدرور.

تطرق المؤتمر إلى جوهر الواقع الحساس والصعب الذي يواجهه حقل الفن اليوم: ما بين الضغوط السياسية والتضامن اليهودي-الفلسطيني، بين محاولات الإسكات والرغبة في الإبداع، بين وحدة الصوت الفردي والإيمان بقوة الجماعة الفنية.

قالت ميخال سيلاع، المديرة العامة لچفعات حبيبة، خلال المؤتمر:

علامات التطرّف، الإقصاء، والخوف حاضرة في الثقافة والفن. الفنانون والفنانات الذين عبّروا عن مواقف نقدية أو مركبة – وجدوا أنفسهم مُقصَين، مُسكتين، ومُصنَّفين. هذه عملية خطيرة للديمقراطية، للمجتمع، ولنا كبشر نستبطن الصمت. في هذا المؤتمر اخترنا ألا نصمت. ليس بدافع أمل عام أو رؤية رومانسية، بل انطلاقًا من الفهم بأن هذا دورنا – كمنظمة، كمبدعين، ومن خلال تضامن مشترك بين يهود وعرب، وبين هويات مختلفة، داخل واقع ممزق.”

حقل تحت الضغط – لكنه لا يصمت

في الجلسة المركزية بعنوان “عالم الفن تحت الهجوم”، تم عرض صورة راهنة للتهديدات التي يتعرض لها المجال: تقليص الميزانيات، إغلاق مؤسسات من قبل السلطات المحلية والبلديات، إسكات عبر الإقصاء أو الرقابة الذاتية، بما في ذلك في الكليات الأكاديمية، الإقصاء من الخطاب العام، وقطع منهجي عن الساحة الدولية.

ذكرت د. غاليا بار-أور، قيّمة وباحثة فنية، وجود ديناميكية زاحفة لإغلاق المتاحف ومراكز الفن، وحدوث رقابة داخلية وانتهاك لحرية التعبير حتى في المعارض الأكاديمية. وأشارت إلى أن الفن المعاصر الذي يعترف بالهوية الجندرية والتعددية الثقافية يُعتبر خطرًا في بعض الأوساط. في المقابل، لاحظت تحوّلاً في بعض المتاحف نحو احتواء وتنوّع، مع تركيز على الدور الأخلاقي للمتحف في السياقات الحياتية.

وأضافت عنات ليدرور: في العام الماضي، اختارت الفنانة المشاركة وقيّمات المعرض عدم افتتاح الجناح الإسرائيلي في المعرض الدولي إلى حين عودة المخطوفين ووقف الحرب. واليوم، تغيب إسرائيل عن بينالي العمارة، كما يتأخر نشر المناقصة للجناح الإسرائيلي في بينالي الفن المقبل. تتكوّن بذلك صورة قاتمة: هل تسعى إسرائيل لتمثيل فني يتماشى فقط مع آرائها؟ كيف ستؤثر سياسة الانعزال عن الساحة الدولية على مكانة الفن في إسرائيل؟”

أصوات شخصية من قلب المعركة

  • رائدة أدون، الفنانة والممثلة، عبّرت عن تمزقها الشخصي والجماعي: أعيش بين شعبين، وأتحدث لغتين. قلبي مكسور، لكنه غني.” وقالت إن واقع الإسكات أصبح وجوديًا: “الفنانون خائفون، وهناك نقص في الدعم المتبادل. علينا أن نرد.”
  • البروفيسورة نوريت غرتس تحدّثت عن الرقابة الناعمة في الإعلام: مقال كتبته بعد 7 أكتوبر لم يُنشر – لأن الوقت ‘مبكر جدًا’. فمتى سيكون الوقت المناسب؟ لا وقت آخر.”
  • صوفي أبو شقرة، الفنانة والمهندسة المعمارية التي تأجل معرضها ويبدو أنه الغي في غاليري فيترينا في المعهد التكنولوجي في حولون، قالت: فني يتناول الحياة، لا الألم، لكن طريقنا هي أن نشعر بالألم من الجانبين – هذه طريقنا للشفاء.” وأضافت: بعض الصديقات ابتعدن عني منذ 7 أكتوبر، لكن بعض العلاقات تعمّقت. استطعنا أن نواسي وندعم بعضنا، ونتحدث عن الألم، وعن تجاربنا المختلفة.”
  • البروفيسور أسعد عزي شدد على دور الفنان كضمير المجتمع: الفنانون هم نبض الدولة. لطالما دفعنا أثمانًا، لكن الآن هناك تهديد حقيقي على الإنسانية.” وأضاف: أعيش في دولة تقصيني، منذ قانون القومية. أنا من عائلة ثكلى، وعائلتي تخدم في الجيش، ومع ذلك نُقصى. أخلق فنًا مشفّرًا، لعلهم يفهمونني بعد موتي. على الفن والفنانين أن يرفعوا رؤوسهم ويحافظوا على الشعلة.”
  • يولي تمير، رئيسة كلية بيت بيرل، تحدّثت عن تعقيدات الرقابة المؤسسية: التهديد بسحب التمويل عن المؤسسات بسبب تعبيرات معينة يلازمنا دائمًا. يُسأل الوزير أحيانًا: هل هناك داعمون لحماس في الحرم الجامعي؟ الجواب لا، لكننا تحت المراقبة الدائمة. حركة ‘إذا أردتم’ نشيطون في تقديم الشكاوى، وعلينا دائمًا فحص الحدود القانونية. ذات مرة اضطررنا لدفع غرامة بقيمة 400,000 شاقل. مهمتنا كانت وستظل الحفاظ على الحرم الأكاديمي كمكان آمن للإبداع والضيوف.” واختتمت بقولها: “هذا المؤتمر هو بداية – لبناء نواة ردّ إبداعي.”
  • زئيف دجاني، مدير الجيمناسيا العبرية هرتسليا، تحدّث عن بينالي مستقل كنموذج للمبادرة والعمل المشترك: أُقيم البينالي المستقل هذا العام للمرة الثانية – عمل مشترك مع فنانين فلسطينيين إسرائيليين. نشجّع على الفن في واقع يتم فيه إسكات الأصوات.”

قلب مفتوح في واقع مغلق

أبرز المؤتمر موقفًا فنيًا واضحًا: موقف إنساني مشترك لحقل الفن، يعترف بالألم من كلا الجانبين، يرفض الإسكات والإقصاء – سواء كان جندريًا، ثقافيًا، أو قوميًّا – ويعمل من منطلق شراكة إنسانية عميقة.

دليل على ذلك هو النشاط الفني الواسع والمتنامي رغم الصعوبات:

برنامج الإقامة الفنية المشترك في چفعات حبيبة، الذي يشمل الإقامة والعمل في أستوديو مشترك، حاضنات الفن في أم الفحم، حيفا، وفي أماكن أخرى عديدة، منها: “مكان” في حيفا، “في البيت” في القدس، رهط في النقب، وغيرها.

ومن الجدير بالذكر أيضًا مؤتمر السلام الشعبي، الذي انضمّت إليه منظمات شريكة من مختلف أنحاء البلاد!

الاستنتاج: حقل مُهدد – لكنه ينبض

يعمل حقل الفن في إسرائيل اليوم تحت خطر حقيقي من التهميش، الإسكات، والانغلاق القومي المنعزل. ومع ذلك، وسط هذا الخطر، تنشأ حركة مضادة – تعمّق، شراكة، وإيمان بالقوة الإنسانية المتعددة الثقافات.

من قلب هذا الواقع المتطرف، تتولد تضامنات جديدة بين الفنانين والفنانات، اليهود والفلسطينيين، الذين يرفضون التنازل – لا عن حرية التعبير، ولا عن الفن الحقيقي والحر، ولا عن التضامن، ولا عن أمل المجتمع المشترك في هذه البلاد.

 

الطريق: العمل والفعل المشترك.  البوصلة: قلب مفتوح




 




    סיכום דבר- לאן המזוות הולכות- כנס האמנות השני של גבעת חביבה


    חסר רכיב