חסר רכיב

متسر-ميسر: Take 2

متسر-ميسر: Take 2

1972 / 2025

يعتير مشروع متسر-ميسر (الذي أقيم في العام 1972 في الحيز المشترك بين كيبوتس متسر وقرية ميسر، وكلاهما في المجلس الإقليمي مناشيه) في تاريخ الفن الإسرائيلي أول نشاط فني يقام في حيز عربي-يهودي مشترك، رغم أن الفنانين الأربعة الذين بادروا له وشاركوا فيه كانوا فنانين يهود. ارتبط المشروع الأصلي، وانسجم، ببدايات الفن المفاهيمي في إسرائيل، وجسّد لغة جديدة للربط بين الفن والحياة، الممارسة الفنية في الفضاء، والوعي البيئي-الجيوسياسي والاجتماعي. تأثر هذا المشروع في الوقت نفسه، مع ذلك، ببيئة الكيبوتس الهامشية التي تتقاسم الحيز الإسرائيلي مع البلدة العربية-الفلسطينية. ولد المشروع في عين شيمر، تجسدّ في كيبوتس متسر وقرية ميسر، وتغذّى على أيديولوجية الكيبوتس القائمة على التعايش بين الشعبين.

في متسر-ميسر 1972، قام ميخا أولمان بممارسة حظيت بزخم كبير وأصبحت رمزًا للمشروع: تبادل الأتربة بين كيبوتس متسر وقرية ميسر المجاورة، وذلك من خلال حفر حفرتين (حفرهما فتيان من القرية ومن الكيبوتس) وتبادل الأتربة بينهما؛ أفيتال جيفع قام بتوزيع ونثر كتب تخلص منها مصنع ورق أمنير في الخضيرة، عند مفترق الطرق بين متسر وميسر، ودعى سكان البلدتين لجمعها وأخذها معهم؛ دوف أور نِر توجه لسكان متسر وميسر بنداء، بالعبرية والعربية، وطلب منهم إحضار أغراض شخصية لم تعد قيد الاستخدام، لدفنها معًا في بئر محفور في الأرض، كعنصر أثري للمستقبل؛ قام موشيه جرشوني بتقسيم الأراضي في حقول متسر، ومنح كل عائلة في الكيبوتس قطعة أرض تخصها، ما أثبت كممارسة تنبؤية سبقت عمليات الخصخصة في الكيبوتسات بعقود وأثارت معارضة السكان وغضبهم.

يعاين متسر-ميسر: Take 2 الانقسام والاختلاف في ذكريات أعضاء متسر وسكان ميسر من الحدث الفني الذي دار في العام 1972، يكشف السرديات المختلفة التي صيغت وتشكلَّت حوله مع الوقت، ويبحث العلاقات المتبادلة بين البلدتين، اليهودية والعربية.

أقيم كيبوتس متسر في العام 1953، بجوار قرية ميسر التي تأسست في العام 1883، على أرض حصلت عليها دولة إسرائيل في إطار اتفاقية رودوس التي عقِدَت عند نهاية حرب الاستقلال، العام 1949. كان التعاون بين البلدتين استثنائيًا منذ البداية، وانعكس في منظومة ماء مشتركة قامت بريّ حقول البلدتين. رغم التغييرات السياسية والاجتماعية وموجات التطرف الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي، والتي أدّت إلى إساءة في العلاقات بين العرب واليهود، حافظت ميسر ومتسر على علاقات جوار حسنة، حتى في أكثر الأوقات صعوبة وتطرفًا.

يتأمل متسر-ميسر: Take 2، ويعاين، النموذج الثنائي والمزدوج للبلدتين من ثلاث جهات: المنظور الإيديولوجي لدى سكان متسر، كيبوتس تابع لحركة "هاشومير هتسعير" أقامه متطوعون سلميون من الأرجنتين؛ نظرة من قرية ميسر الذي لم يتم البتّ به حتى الآن، يثير إشكاليات تفسيرية وذكريات مغلوطة؛ ونظرة أوسع على حركة الكيبوتسات المنتشرة في الهوامش الجغرافية في إسرائيل، والتي تحافظ على علاقات جوار وتقارب يومية مع البلدات العربية. ما هو موقف حركة الكيبوتسات اليوم فيما يتعلق بنموذج متسر-ميسر؟

يعرض ميخا أولمان وأفيتال جيفع أعمالًا تحاور أعمالهما من المشروع الأصلي وكذلك الوضع الراهن في البلاد اليوم: حفر أولمان ("كرسيان"، 2025) في مقدمة الجاليري حفرتين على شكل كراسٍ ووضع أكوام الرمل التي خرجت منها في فضاء الجاليري، في إشارة منه للنموذج ثنائي العائلة الذي عرضه في الماضي. يتطرق أفيتال جيفع للكتب التي نشرها ووزعها في

العام 1972 وكذلك لاستنزاف وتآكل خزانة الكتب اليهودية الصهيونية وقيم الأساس التي ذوِّتَت في الماضي: "كتب غارقة في مستنقع" و- "خزانة كتب يهودية في الخرسانة"، المعروض في فضاء الجاليري، يعرضان كتبًا معالَجة من الأدب اليهودي والصهيوني وهي عالقة في مستنقع خرساني.

ساهر ميعاري يحاور أعمال أولمان الترابية وأغراض أور نِر المدفونة، ويعرض الأغراض ومحتويات الحفر في عمود شفاف ("عمود"، 2025). في عمل آخر، يحاور ميعاري فنان النحت يحيئيل شِمي، ويعرض "المغارة" التي تسمِع محادثات وحوارات دائرة بين حفّارين. يعرض عبد السلام سبع لوحة منظر طبيعي ضخمة، مقتبسة من صورة فوتوغرافية جوية للمنطقة ما بين متسر وميسر، تشبه في شكلها الرئة، يطلق عليها اسم "نفس واحد". تنصيبة إضافية لسبع مكون من حبل غسيل علِّقَت عليه ملابس جمعها من سكان البلدتين. تعرض فاتن أبو علي نسخة أخرى من عمليات التركيب النباتي التي أجرتها بين أشجار الزيتون وأشجار أخرى ككناية للتهجين بين أنواع مختلفة من النباتات، وتركب هنا الآن شجرتي زيتون وخروب. تُجري أصالة حسن مقابلات مع شباب وشابات من ميسر تحاورهم فيها عن ارتباطهم بالمكان الذي يعيشون فيه، وتُترجم جملًا مختارة إلى شفرة مورس، ما ينتج عنه عمل يرتكز في جوهره على مسألة الفهم/سوء الفهم، والضيق أو الرفاهية. ينسخ تسيبي جيفع نمط متسر-ميسر الثنائي ويموضعه في قالب مصغر ذاتي، ويكتب اسمي صديقيه - يوآف، من متسر، ونجيب من ميسر. تتناول الفنانة ماريون فوكس، وهي من سكان كيبوتس متسر، في أعمالها سكان متسر وميسر وهم يسيرون في نزهاتهم الصباحية على جانبي الجدار الذي شُيّد بعد حصول عملية هجومية في الكيبوتس، ما يسلط الضوء على التقارب والاغتراب في النظرة المتبادلة. قام بيتر يعكوف ملتس برسم مقاطع وتكوينات جمعها من كلا الموقعين. يعرض المصور درور بن نفتالي ثلاث صور مكانية لبلدات يهودية وعربية متجاورة، معزولة عن المشهد الطبيعي. أجرت المخرجتان الوثائقيتان نوعا كرفان وسمدار تيمور، مقابلات مع ميخا أولمان، أفيتال جيفع، وسكان متسر وميسر الذين تحدث كلٌّ منهم، من وجهة نظره الخاصة، عن ذكرياته الشخصية من المشروع الأصلي من العام 1972، وعن انطباعاته عن العلاقات بين البلدتين. يهدف هذا السجل، على الفجوات والاختلافات التي ينطوي عليها، لإثارة النقاش والتفكير.

يحتوي المعرض على جدار أرشيفي يسترجع الممارسات الأربع الأصلية ويعرض وثائق تشهد على العلاقة المميزة التي كانت، ولا تزال، قائمة بين متسر وميسر. يسعى متسر-ميسر: Take 2 لمعاينة مسألة علاقات الجوار اليومية المعقدة بين اليهود والعرب، وإبراز أهميتها البالغة لمستقبل المكان الذي نعيش فيه، وعيًا وإدراكًا للفروق إلى جانب الروابط.

عنات ليدرور وتالي تمير، قيِّمات المعرض


 متسر-ميسر: Take 2

חסר רכיב