חסר רכיב

الانطلاق الى الأعالي تسفيكا ألطمان


الانطلاق الى الأعالي
تسفيكا ألطمان

إن المعرض الفردي للنحات تسفيكا ألطمان في صالة GH جفعات حبيبة للفنون يُلخص سنوات من النحت
والبحث في المادة والروح، وأكثر من 4 سنوات من التحليق في ثنايا الوعي. يخلق المعرض حيزًا نحتيًا يتضمن تشكيلة مواد واسعة ومتناغمة، مُعظمها ثقيلة، والتي للوهلة الأولى وبشكل مفاجىء تخلق حيزًا سماوياً بينها. المواد المُستخدمة في الأعمال (البازلت، الحديد، الرخام، الحجر، الزجاج، الخشب الصطناعي، الصفيح، الألمنيوم، الرمل، الورق، الخط) هي مواد لها وزنها الفعلي، النوعي والروحاني. نرى من خلال المواد المستخدمة ، الثقيلة منها والخفيفة، ولادة قصيدة شعرية غير مكتوبة: للهواء، للروح وللطيران بأشكاله وحالاته المختلفة: طيران، تحليق دائري، عامودي وأفقي، غوص، طيران شراعي، تسلق. يبدو بين السطور أن ألطمان يرسم خطًا متواصلاً واحدًا يوصل بين المادة والروح.

كان والد تسفيكا ألطمان عاملا في الصناعات الجوية لسنوات طويلة؛ أما تسفيكا فهو يخاف من العصافير خوفًا شديدًا وغير مفهوم؛ وهنا يجد نفسه ينحتها مرارًا وتكرارًا بمواد مختلفة، بحالات وبنسب مختلفة، ولكن يقوم برسم امكانيات تحليقها، تحليقنا. أعمال ألطمان مصحوبة بعلاقة تبادلية وطيدة مع عدة مصادر، من بينها: اليهودية كأسلوب حياة ثقافي وروحاني وهو الأمر الذي يبحثه في حياته الشخصية، حكمة جلال الدين الرومي الذي يُعتبر
واحدًا من أهم الشعراء والفلاسفة الصوفيين ويقوم من خلال ذلك باختبار رقصة صوفية تأملية، مصدر آخر هو الكتاب الشهير الصادر عام 1972 - النورس جوناثان لفينجستون للمؤلف ريتشارد باخ والذي يتضمن صور راسل مونسون التي حُفرت في أذهان الكثيرين؛
ظل هذا الكتاب على مدار أجيال عديدة أشبه بمنارة فكرية فيما يتعلق بقوة التفكير في التأثير على العالم المادي الذي نعيش فيه وعلى قدرة ذلك النورس الموجود في داخل كل واحد منا على التحليق. كما وكان الكتاب معلماً من ناحية إدراك القدرة الذاتية على تخطي مسألة الامتثال والتبعية لأي طائفة أو مجموعة أو جماعة واختيار شيء مختلف.

رافقت رواية "النورس جوناثان ليفنجستون" تسفيكا وكانت حاضرة في جميع محادثاتنا خلال إنشاء المعرض. ذوو الأجنحة يستخدمون الحركة ليعيشوا. أصحاب البصيرة والخيال الواسع يستخدمونها ليتطوروا. هم الذين يحيدون عن حياتهم الروتينية، يبصرون بعيداً، أبعد مما يمكن أن يتخيله العقل. هم يفعلون ذلك بواسطة الجسد من خلال "التمرن على التحليق"، تمرن مبني على الحركة. عنصر الحركة هو الذي يمكنهم من التقدم والتحرك. كونه جزءاً من العالم الجسماني، فهو قائم على تدريبات عبثية وكثيرة. يعتبر وسط النحت الكلاسيكي من ناحية الجوهر تقريباً العكس التام للحركة. تسفيكا ألطمان ينطلق من هذه العبثية لينحت ويفكر بشكل آخر.
فكرة الانسان كخالق يمكنه أن يختار درجة تطوره وليس كضحية للظروف المختلفة والقدرة الذاتية لكل واحد منا على خلق واقعه تنبع عند ألطمان من المنطلق الأساسي وهو: انه ينحت في الحجر والحديد، يطوي ويطرّق، يحفر ويقطع. عملية ابداع المنحوتات مصحوب بجهد جسماني كبير يتضمن استخدام أدوات عمل ثقيلة، لكن دون أن يبقى هناك أبدًا. يرافق ذلك الجهد أيضًا عمل دقيق يتعامل مع العمل الفني انطلاقًا من عدة مفاهيم وكأنه حلية.

يرقص ألطمان مع كل واحد من هذه المصادر رقصة طويلة وعميقة إنما مليئة بالبهجة والايمان. تسفيكا ألطمان بات واحدًا من أهل جفعات حبيبة، عمل فيها، نحت فيها وقام بتدريس النحت فيها. هو مثال على امكانية وجود آراء مختلفة في حيز واحد. من خلال مشروع الفيديو آرت الذي قدمه ألطمان بعنوان "واحد" والذي يعتبر عملاً فريداً جدًا في الحيز النحتي، نرى بشكل واضح الفكر العقائدي الذي يحمله ألطمان بالنسبة لامكانية اعتياش كل الأديان على اختلافها.

"النورس المنطلق عالياً، هو الذي يبصر بعيداً". ريتشارد باخ / النورس جوناثان ليفنسجتون"
عنات ليدرور،
القيّمة على المعرض.

"قبل كل شيءً" قال بصوت ثقيل، "يجب أن تدركوا أن النورس هو فكرة الحرية غير المتناهية، إنها بشخصية النورس العظيم، وأن كامل جسدكم من طرف جناح واحد الى طرف الجناح الآخر، ليس سوى أفكاركم ذاتها".
(من رواية النورس جوناثان لفينجستون، 1970)

لقد تكلم عن أمور في غاية البساطة – أن من حق كل نورس أن يطير، وأن تلك الحرية هي كينونته، لأنه يجب أن يبعد عنه كل من يعترض طريق هذه الحرية – وليكن هذا قانوناً أو معتقداً قديماً أو قيداً من أي نوع كان. "أن نبعدوهم من فوقنا؟" صدح صوت من بين الحشد. "حتى لو كان قانون الطائفة؟" "القانون الوحيد هو ذلك القانون الذي يقود الى الحرية" قال جوناثان. "إنه القانون الوحيد ولا أحد سواه".
(من رواية النورس جوناثان لفينجستون، 1970)

عندما بلغ سرعة مائتين وخمسين ميلاً في الساعة شعر بأنه كان يقترب من سرعته القصوى في مستوى الطيران هذا. وعندما بلغ سرعة مائتين وثلاثة وسبعين، ظن أنه يطير الآن بأقصى سرعة يمكنه بلوغها ثم خاب ظنه قليلاً. فعلاً، فقد كان هناك حد لقدرة هذا الجسد الجديد. ورغم أن سرعته فاقت كثيراً سرعته القياسية القديمة في الطيران، إلا أن حداً وقف أمامه احتاج الى جرأة كبيرة ليخترقه.
ممنوع أن تكون حدود في الجنة، فكر وقال.
(من رواية النورس جوناثان لفينجستون، 1970)



תגובות לדף זה
תגובה חדשה

עדיין אין תגובות לדף זה.
מוזמנים להגיב!

חסר רכיב