لا توجد حدود أمامك
يائير غربوز
كان يدخل، وكلنا نخرج رسوماتنا، وهي وظيفة تمرين من الأسبوع السابق، وكان يتنقل بيننا، يلقي بملاحظة لهذا، يمزح من الثانية، ويضحك على حساب ثالث. لا يتوقف عن الكلام، والشرح، والضحك. السياسة، والرياضة، والمجتمع والاقتصاد. وبالطبع عن الفن والثقافة والرسم. تختلط المفاهيم على مدار ساعة وعشر دقائق.
استغرقنا الأمر بضع سنوات لإدراك أهمية الموعظة الأسبوعية تلك. الأهمية الكبيرة للكلمات التي ألقيت الواحدة بعد الأخرى في فضاء الصف:
يائير غربوز وضع لنا ولأجيال من الفنّانين اللغة في فمنا. لغة في الفرشاة وفي القماش. اللغة كمسار.
هنالك عدة طرق لقراءة فن يائير غربوز. وقد يأسرك، المرة تلو المرة، سيل الكلام، والشكل، والإيقاع والتكوين الساحر للنص. ويدوا أنه كما يتحدث فهو يرسم، وكما يرسم فهو يتحدث.
اسم المعرض "لا توجد حدود أمامك"، يتطرق بنظري إلى هذه النقطة بالذات:
لا يحتاج غربوز أن يفسر لنفسه لماذا يرسم. فذلك التكوين الغريب، وتلك النشوة الداخلية للغة القائمة في أعماله لا تحتاج إلى التوضيح والتوصيف، فهي ببساطة هناك. وهو يتحرك ويتنقل وفق فريضة قد تبدو دينية بعض الشيء، لا سمح الله، ليشكل لنفسه حيّز عمل دون تفكير أو نقد.
"لا توجد حدود أمامك" هو تلك الفريضة. فغربوز يفرض على نفسه العمل، كلمة أخرى، ولفتة أخرى، وجملة أخرى، وضربة أخرى للفرشاة. وهو يعبد لنفسه مسار اللغة كما يضعها أمامنا، نحن تلاميذه في الصف، ومفاهيم ومصطلحات الرسم، ويسمح لنفسه أن يكون بلا حدود.
"لا توجد حدود أمامك" هو المحادثة الجديرة بكل فنّان أن يجريها مع ذاته:
لا توجد حدود لديك، يُحظر أن تكون أية حدود لك، لذلك لا تسرع بوضعها أمامك، اذهب للتيه ولا تسرع بالعثور على شيء، لا تسرع أن تكون. اشعر بحرية أن تكون، أن تعيش، أن تبدع بلا حدود.
يصنع غربوز لنفسه الحيّز وإمكانيات اللعب، والتحريك والرقص، وأن يكون بالأساس حرًا أن يحب بدون تفكير وحساب العبرية الإسرائيلية.
فلا حدود أمامه.
يائير غربوز، "لا توجد حدود أمامك"، جاليري السلام، جبعات حبيبة.
القيّم: عتار جبع
עדיין אין תגובות לדף זה.
מוזמנים להגיב!