חסר רכיב

خذوا راحتكم وكأنكم في بيتكم

استهلال: تم افتتاح معرض " خذوا راحتكم وكأنكم في بيتكم" في سبتمبر 2023 وتناول المعرض مسألة محاولة توضيح كيف تتشكل لدينا تجربة البيت، ومن يمكنه، وإلى أي مدى، أن يشعر بأنه اليوم في بيته (وطنه) في إسرائيل. جاءت فكرة المعرض كاستجابة موضوعية لواقع المجتمع الإسرائيلي في ظل فترة حرجة جدًا يبدو وكأنها أصعب التحديات التي شهدتها البلاد في العقود الأخيرة.

يعكس المعرض مشاعر فنانين ومبدعين فيما يتعلق بالشعور في البيت والذي يمثل شعور مجموعات كاملة في المجتمع الإسرائيلي بالإضافة إلى أعمال تُعبر بدورها عن مشاعر عامة، إنسانية وفردية التي تبني لدينا تجربة الشعور بالبيت الداخلية، كالتوق للسلام  الداخلي، الانسجام،  المرونة والتوق لوجود مكان آمن.

بعد الهجوم العنيف الذي وقع صبيحة يوم 23/10/7 والحرب التي اندلعت على إثره، امتلأ المعرض بأبعاد جديدة، مربكة بطريقة لا يمكن تصورها. وفي الوقت ذاته، أيضًا تتعزز ضمنها المشاعر التي تشكل داخلنا مفهوم البيت. الأعمال التي في المعرض تضم عروضًا وأجزاءً تبني تلك المشاعر.  ملاحظات شخصية، ذكريات عن البيت، بطانية، خزانة أدوات خاصة، مناظر طبيعية وأصدقاء.

كيف يمكن للأعمال نفسها أن تكون مربكة وحاضنة في آن معًا؟ لعل الحساسية الكبيرة للأعمال ومبدعيها بإمكانها أن تفسر ذلك، فضلاً عن حقيقة كونها تتناول تجربة أساسية وجوهرية بالنسبة لنا جميعًا وتؤثر على كل الصعد في حياتنا. البيت هو المَنشأ والأساس الذي ننمو منه. البيت هو شيء مادي ملموس أيضًا لكن أن نشعر باننا في بيتنا  ليس معناه فقط البيت المادي الفعلي وإنما هو شعور يرتبط بشكل أساسي بالاحساس بالأمن، الأمان في الحياة. توضح الأعمال شعور البيت الذي فقد الكثير ما مفاهيمه.

واجبنا يستدعي أن نُعيد بناء هذا البيت. هنا تكمن الفرصة لإعادة بنائه من جديد، بشكل مختلف، انطلاقًا من فكرة أننا جميعًا نستحق أن نكون جزءًا منه ولدينا إمكانية بنائه بشكل أفضل، معًا.


خذوا راحتكم وكأنكم في بيتكم

"خذوا راحتكم وكأنكم في بيتكم" هو معرض جماعي يبحث في المصطلح والدعوة إلى الشعور أننا في بيتنا، وهي دعوة لها معانٍ كثيرة هذه الأيام في إسرائيل وخارجها. في أي بيت يمكن أن نشعر وكأننا في بيتنا؟ داخل جلدنا؟ في الحيّز المادي الذي هو بيتنا؟ في ما نقوم به فى مجتمعنا؟ في دولتنا؟ في العالم كما هو اليوم؟


ما هو الجوهر الإنساني والى أين انجرفنا بعيدًا؟

يُخيل لنا أحيانًا بأن الإنسانية ضاعت، لأن الإنسان يفعل كل لتعجيل نهايتها.

قد يقول آخرون بأننا في بداية عصر جديد، عصر الألفية الثالثة،

وفيها يجب تفكيك العديد من البنى الاجتماعية والسياسية حتى يتم بناء بُنى جديدة.

وسيقول آخرون بأنه هناك الآن في إسرائيل معركة حاسمة من أجل مستقبل الدولة كدولة ديمقراطية.

 سيقولون أيضًا بأنه لا أحد يستمع حقًا إلى الآخر.

هناك خيوط كثيرة، بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، تُنسج وتُبنى طوال الوقت، لكن كل مجتمع يشعر الآن بأن المجتمع الآخر لا يشاركه نضاله، على الرغم من أن النضال هو في الواقع نضالٌ يصب في مصلحة الجميع. بوادر فهم لهذا الأمر بدأت تظهر لدى الطرفين.


أي مجموعة من بين المجموعات المنقسمة والمتباينة (التي انكشفت لها الأمور بشكل واضح جدًا مؤخرًا) نسأل؟ رغم كل شيء، في الوقت الذي فيه المقتنعون مقتنعين، أولئك الذين لا تُسمع أصواتهم  أصواتهم لا تُستمع أكثر، واليأس ليس أقل، هذا يعتمد بشكل أساسي على مسألة إلى من نوجه السؤال.

نحن بدورنا سألنا مجموعة من الفنانين المبدعين. بُني الرابط بينهم في ظل مركز جڨعات حبيبه المشترك للفنون. الفنانون ينشطون، يدعمون، يوجهون، يعلّمون ويبادرون ويعملون في المركز طوال العام.
تتطرق الأعمال المشاركة في المعرض إلى تلك الدعوة الطبيعية والبسيطة من جهة، والغريبة جدًا من جهة أخرى، للشعور وكأنك في بيتك: في البيت الخاص، الاجتماعي، الوطني، السياسي والإنساني. بعض الأعمال تستحضر فترة زمنية سابقة، من عام مضى، من عامين إلى ثمانية أعوام ماضية، مع الواقع الأصلي الذي جاء العمل ليعبر عنه وما يُعبر عنه في الواقع الحالي، الآني؛ بعض الأعمال جديدة وبعضها تم العمل عليها خصيصًا من أجل هذا المعرض. تتناول جميع الأعمال أفكارًا ووجهات نظر على محور ما بين الشخصس والانساني، الشخصي والاجتماعي وبين ما هو وطني وما هو ضميري.


أثر الفن هو أشبه بتلك الموجات التي تتشكل  عند القاء حجر في الماء.

دعوة لنقفز في الماء، بطريقة جديدة، لأننا أصبحنا بحاجة إلى طرق جديدة.

لدينا نحن كأفراد، عائلات، مجتمعات، رغبة شديدة بخلق منطقة راحة. لنشعر بأننا في بيتنا.

أحيانًا قد يصبح ما يبدو لنا وكأنه بيت مشكلة إذا لم نُغير ونتطور.

يمكن لأولئك الذين يتجولون فيها، أن يبحثوا عن مشاعر خاصة أو جماعية، أو أن نتأمل فقط الواقع الماثل أمامنا هنا؛ يمكننا أن نستشعر الانفصال أو أن نبحث عن طرق جديدة لنشعر بأننا هنا في بيتتنا.


الخاتمة: في هذا الوقت، عاد الفن ليبدو للكثيرين منا وللمجتمع عمومًا، كقوة ضخمة متعددة الأبعاد، واسعة مرنة وإبداعية، تعرف كيف تحتوي الألم، تجد الكلمات والتعابير، تربط أجزاء منا. وتعطي مساحة للمشاعر، لبث مد جديد من الحركة وقوة الحياة.



أفنير زينغر وعنات ليدرور، قيّما المعرض


فنانون/ات  مشاركون/ات:

ميخال ألون، دودي بيكل، ميخال جيڨع، ليونيد جوسين، أفنير زينغر، نيتسان يولزاري، أهوفا ليفنا، ميخال نيف، إيموناه سيركين، إتل بسرف، هداس بروبيزور، روتي كابلان، موشي رواس، راحيل روزنر، جانا شيمونوف، ليان شرقية

 


תגובות לדף זה
תגובה חדשה

עדיין אין תגובות לדף זה.
מוזמנים להגיב!

חסר רכיב