חסר רכיב

فترة الانتظار – درس

 
فترة الانتظار – فترة الانتظار: إيرِز حَرودي، عَطار رابينا، تمار نيسيم. إيريز حرودي يستضيف مايا روسو (كفار عزّة)


معرض ضمن المعرض الجماعيّ "الطريق القويم" – المعرض الكيبوتسيّ في غاليري چـڤعات حبيبة للفن

إذا كانت هناك كلمتان تصفان أفضل من أية كلمة أخرى الفترة التي تزيد عن سنة منذ 7 تشرين الأول 2023 فإنهما "فترة الانتظار".

فنحن ننتظر عودة الرهائن.

ننتظر انتهاء الحرب.

ننتظر أن تصبح الأوضاع أفضل هنا، أن يتغيّر هنا شيءٌ ما، أن نتمكّن في نهاية المطاف من أن نبدأ بالرجاء، ننتظر أن نبتدئ بالابتسام، ننتظر المطر الذي يأبى القدوم.

 

الانتظار هو جزءٌ لا يتجزّأ من الفنّ. فهو مترسّخ في عمل التصوير.

إنّه جوهر التأمُّل.

يقود الانتظارُ الكاميرا، اتّجاه العين والعدسة، اتّخاذ قرار إذا كان يجدر "المُضيّ في ذلك"، ثمّ المزيد من الانتظار، التنفُّس، اختيار الذروة، وبعدها فقط الضغط على الزرّ.

 

الانتظارُ جزءٌ لا يتجزّأ من الفنّ. إنه مترسّخ في عمل الرسم.

الانتظارُ يقود الريشة. الانتظارُ يقود الرسّامة إلى أن تعيد كلّ مرة دراسة الرسمة، التعديلات التي يجب القيام بها، الألوان والموادّ والقماش والتكوين.

 

لدى عطار ربينا وإيرز حرودي على السواء، يظهر بوضوح أنّ الانتظار مُكوِّن مركزيّ في الأعمال الفنيّة والأفكار التي تُؤدّي إليها. كمدرّسة لليوغا، تشير ربينا إلى أنّ اليوغا التي تمارسها وتُدرّسها مُتداخِلة في الرسم وفي اختيار الموادّ والصُّوَر – "كشخص يتدرّب على اليوغا ويدرّسها إلى جانب الحياة مع خَلَل تَوتُّر (مرض تعيش معه ويظهر في اضطراب الحركة)، أجِد أنّ القول (تُعلّمنا اليوغا أن نشفي ما يمكن شفاؤه وأن نتحمّل ما لا يمكن شفاؤه)، يعبّر عن مُساهَمة كبيرة لليوغا، تُساعِد المتدرّب على تحمُّل صعوبات الحياة وعلى إيجاد المعنى والفرح حتّى في الحالات التي لا يكون فيها التعافي الكامل ممكنًا، بل مجرّد انتظاره.."

يظهر هذا التفكير أيضًا في أعمالها كفنّانة.

 

تعرض ربينا أعمال ألواح جبس. المادّة الإسرائيليّة، الموقّتة، والقابلة للتلف إلى حدّ كبير، جمعتها من الشارع. تحت يدَيها، تستمرّ هذه المادّة في تغذية وهم الاستقرار الذي تقدّمه، كذبة أنّ بالإمكان الاتّكال عليها، نفس الكذبة التي يبدو أنها كُشفت قبل أكثر من سنة ولكننا لا نزال نحرص على تغذيتها. عبر طبقات الرسم، تكشف ربينا لنا جميعًا التحلُّل من الوعد بالصمود والاعتراف بأننا جميعًا زائلون، نقف لحظةً وننكسر في التي تليها، أو كما تُحسن هي الوصف "جسم مفكّك. ولكونه مُفَكَّكًا ذا إمكانيّة تحلُّل، يشير إلى الوقتيّة ويردّد صدى كوننا مائتين، مادّة متحلّلة، بعيدين عن القداسة، ومليئين بالدنس".

 

لدى إيرز حرودي، الانتظار هو جزء من التاريخ الشخصيّ/ الوطنيّ، الذي حوّله إلى عمل متعدّد السنوات، كثير الإنجازات، ومُفعَم بالعمل والحرَكيّة.

حرودي، الذي فقد والده أمنون في حرب 1967، يُشير بنفسه إلى معنى ذلك الانتظار في عمله التصويريّ والدروس التي يُدرسّها.

 

منذ سنوات طويلة، يتواجد حرودي في كلّ مكان فيه احتجاج، في كلّ مكان فيه حَدَث. فهو مُرافِقٌ للألم، للصراخ، للرجال والنساء الذين يعيشون داخلهما، للعُنف، للشارع، للمُفترَق، للنار، وللّافتة. ويبدو أنّه ينجح بموهبته الكُبرى منذ أكثر من خمسة أعوام في أن يكون أمام التظاهُرة، ينجح في أن يكون في اللحظة الحاسمة، أن ينتظر الذين يُصوّرهم، أن يلتقطهم في اللحظة التي يكونون فيها عُزَّلًا، ولكنّ الصراخ يحاصرهم. ليس صدفةً يدعو السلسلة التي أُخذت منها الصور المُلصَقة هنا على شكل ورق جُدران "درس تصوير". يعلّمنا حرودي جميعًا أن ننتظر معًا برفقته – أن ننتظر ما يتعذّر انتظاره، أن ننتظر ما نتمنّى جميعًا حُدوثه.

 

منذ عدّة أشهر، يعمل حرودي مع مايا روسو من كيبوتس كفار عزة.

فقدت روسو والدها أوري في الهجوم الإرهابيّ في 7 تشرين الأول 2023. ومع حرودي، مرّت عبر الصور المعروضة هنا برحلة إعادة تأهيل (لا تزال مستمرّة) وتحوّلت إلى أعمال تُرافِق الكتاب الذي أصدرته العائلة لذِكرى الوالد.

أعمال ربينا، حرودي، ومايا روسو المعروضة هنا، تُضطرّنا، نحن المُشاهِدات والمُشاهِدين، إلى الانتظار – الانتظار والنظر مباشرةً إلى الواقع المعقّد جدًّا والمثير للتحدّي. عدم إصدار الأحكام، بل الكون جزءًا من الواقع، المُشارَكة، مُشاطَرة اللحظة والمكان.

 

عتار غيـڤاع

كانون الثاني – شباط 2025
חסר רכיב