رياح متقطّعة
الفترة
الزمنيّة هي مقدار من الوقت قياسًا بدورةٍ ما، عادةً بالنسبة لنقاط محدّدة في
الزمن. تتيح الفترات الزمنيّة تعريف وحدات الوقت (الدقيقة، اليوم، السنة). وحدات
الوقت هي فترات زمنيّة معروفة، يقبلها ذِهننا على أنها مرجع للمقارنة مع فترات
زمنيّة أخرى. روح العصر (بالألمانيّة Zeitgeist)
هو مجموعة من الأفكار، الآراء، ووجهات النظر التي تميّز معًا حقبةً معيّنة من
الزمن. أمّا الرياح المتقطّعة فهي التحرّكات الحائمة بين الأزمنة، بين التفجُّرات،
التي تنشب بين الملموس والفرديّ وبين العابر القابل للتحوّلات اللانهائيّة.
في الأعمال
الإبداعيّة للفنّانين المشاركين، تتردّد أصداء السعي إلى التحرّك بحريّة في
الحيّزات الزمنيّة مع التجذيف ضدّ المسار الطبيعيّ للزمن إلى الأمام ونحو
المستقبل، إضافةً إلى التوتّر الضمنيّ في المحاولة الأوتوبيّة للقبض على انعكاس
الزمن.
إنّ الأعمال
المعروضة، التي أنتجت في فترات مختلفة وعلى امتداد فترات متفاوتة الطول، يوفّر
كلٌّ منها بطريقته وبتوقيته ردًّا على الطبقات المتعدّدة لـ "هنا
والآن"، بجميع التعقيدات المترتبة على أحداثهما والرياح التي تهبّ فيهما.
والمشترَك بينها جميعًا الرغبةُ في إعادة صياغة فصول من التاريخ عبر المادّة
والشكل – بحيث يتمّ تفكيكها وحتى هدمها، تمهيدًا لإعادة صياغة الزمن وجزيئاته،
تقصّي مفاصله ودفعها، تعقُّب آثاره، التشكيك به دون استخفاف، الشعور بألمه، إنكاره
أو تحدّيه، ومن ذلك كلّه طرح بديل للنظام القائم.
من أعمال
التشويش والقطع في حيّزات الزمن، أو الرغبة في الدوران حول دوائره، من الحركة إلى
الأمام وإلى الخلف وإلى الجوانب، من التجاوز أو التحرُّك بخطوات فائقة الصغر إلى
حدّ أنها تبدو وقوفًا، تتكشّف طبقات جديدة من الروح والمادّة. في بعض الأعمال
يُلصَق الحاضر بالماضي رغمًا عنهما، تأكيدًا على تزامننا. في الوقت نفسه، تحاول
أعمال أخرى أن تستقي من الذاكرة كاملًا مُستحيلًا، فاضحةً كوننا فانين. والرياح
التي تنفد داخل فصول الزمن وتهبّ من خلالها أو بينها، مسبّبةً توسّعها أو تقلّصها،
وحتى تضاربها أحيانًا، تتيح الإبحار معها إلى ما فوق وما وراء الأزمنة.
"ستمرّ أيّام، ستُشرق الشمس
وتغرب، دون أن نشعر.
وبعد سنةٍ سنقول:
"ماذا، أمضتْ سنة؟"
والمزيد من هذا الهراء.
وسنضحك بمرح كأنّ
الأيّام هي التي تمضي، لا نحن".
حانوخ ليـڤين، حداد أبديّ، 1992
ميخال نيـڤ،
القيّمة على المعرض