חסר רכיב

الكيبوتس هو أحيانًا عنوان وأحيانًا منزل

معرض ضمن سلسلة معارض “طريق أرض” – المعرض الكيبوتسي في جاليري جفعات حبيبة 

 

داف هيلر (طيب الذِكر)  

أفيف أتسيلي (طيب الذِكر)  

حاييم ماور 

تمار نيسيم 

 

عندما تفتح الباب وتخرج إلى الطبيعة، ليس بالضرورة أنك تصبح بحال أفضل، ولكن هناك قدر أكبر من الحقيقة. أنا في منطقة النقب وأشعر بارتباط أكبر بالطبيعة […] أنا مرتبط ببطارية تسمى الكيبوتس، وبالنسبة لي الكيبوتس هو أحيانًا الطبيعة والمناظر الطبيعية”. 

"داف هيلر" في مقابلة مع "يوڤال مسكن" للإذاعة، 1981. 

 

ما المشكلة؟” - 

أفيف أتسيلي (طيب الذكر) بابتسامته ونهجه المميزين، ردًا على شمعون بن شبات (صاحب غاليري Raw Art) عندما جاء للبحث عن قطع معدنية في الورش ووجد فنانًا موهوبًا كان في الأصل ميكانيكيًا. 

كيف يمكننا التعامل مع هذا “الحدث” الذي يسمى الكيبوتس؟ 

كيف يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص أن يحتوا فكرة كهذه، بل أن يعيشوا معها، بل أن يرغبوا في العيش معها؟ 

أليس من غير المنطقي وغير الإنساني أن تعيش بجانب، أو داخل، أو من أجل فكرة؟ 

أليس من غير المنطقي أن تعيش في تناقض مع الفكر السائد وروح العصر؟ 

إذن كيف؟ 

 

لأن ما هو الكيبوتس..؟ 

الكيبوتس هو أولاً وقبل كل شيء أشخاص لديهم فكرة. ثم يصبح الكيبوتس أشخاصًا يفعلون. 

أولاً فكرة لأشخاص وجدوا وقرروا أن فكرة العيش معًا ومواجهة الحياة معًا فكرة جيدة. 

ثم يصنعون الكيبوتس، يقيمونه، ويعيشونه، ويجعلونه منزلًا، ويفكرون فيه كمنزل. 

 

ما هو الفن؟ 

الفن هو أولاً فكرة. ثم فعل. 

أولاً فكرة لفنان أو فنانة قرروا أن الفن هو وسيلة للتواصل مع الآخرين، وأن ممارسة الفن هي الطريقة للعيش في هذا العالم. 

ثم يرسمون، ينحتون، يطبعون، يوثقون، يحررون، يصنعون أفلامًا ويجلبون الفن إلى المنزل والعالم. 

بعد مئة عام من الكيبوتس، مما يتكون الكيبوتس؟ 

من أشخاص. من أفكار. من اختلافات. 

 

معرض “الكيبوتس هو أحيانًا منزل وأحيانًا عنوان” هو الأخير في سلسلة معارض عن الكيبوتس في چاليري جفعات حبيبة لعام 2025. 

في هذا المعرض، أتيحت لنا الفرصة للاقتراب من لقاءات بين الفكرة التي تجمع الفن والكيبوتس والحياة - ونهج الحياة. 

 

كانت الفكرة والفعل متجذرين في داف هيلر، مصبوبين فيه، محفورين فيه؛ المنزل هو عنوان، والمنزل هو الكيبوتس والكيبوتس هو عنوان. 

الكيبوتس في النقب الغربي يعني حقولًا واسعة، زراعة، أفقًا بعيدًا مغمورًا بالشمس والغبار، حياة الكيبوتس، أعياد الكيبوتس، الحدود، الماء، العائلة، وغيرها المزيد… 

 

كانت أعمال داف هيلر تمثل بشكل مخلص الحياة في الكيبوتس، حيث تقدس الفكرة والفعل عبر الفن، سواء في مطبوعاته أو لوحاته أو منحوتاته أو أعماله السياسية أو المعارض التي نظمها. 

كما في علاقاته، بما في ذلك العلاقة مع أفيف أتسيلي، رفيق الرحلة، الجار والشريك في أفق حقول النقب الغربي، شريك في الفكرة الكيبوتسية، وفي الفعل، وفي الفن أيضًا. 

 

لم يكن داف هيلر رومانسيًا في نهجه.  

اما في فنه فقد نجح في التعبير عن الصعوبة، الأزمات، القرب من الحدود، أفق الحقول، الغبار، الأرض، العرق، النقد، والأيديولوجيا. 

لقد لمس كل هذه الامور وجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياته، من الكيبوتس، ومن فنه. 

 

إلقاء نظرة على أعمال داف هيلر هو نظرة على عصر آخر. عصر يمكن فيه القلق على الآخر، على الضعيف، على المتحدث بلغة مختلفة دون أن يُنبذ أو يُدان. إنها نظرة إلى زمن تحدث فيه الناس بلغة مختلفة وجرؤ الفنانون على التحدث بلغة مجردة وفكرية. 

 

الحياة، العمل، والفرح البسيط الذي قدموه، كانت كلها متأصلة في أفيف أتسيلي (طيب الذكر)، فيه وفي أعماله التي صنعها في كيبوتسه على قطع معدنية أو بلاستيكية جمعها. 

رسم أتسيلي في الوقت الفارغ الذي اتيح له - بين إصلاح التراكتورات ورعاية عائلته. ولم يجعل من ذلك أمرًا جللاً، بل فقط قام بالفعل. رسم، وابتسم ببساطة، وأصلح التراكتورات ببساطة وربما أيضًا أصلح المزارعين اثناء ذلك ايضاً… 

وعندما دُعي للعرض في كيبوتس نيريم، عرض. وعندما باع أعماله بنفس السهولة والبساطة التي ضبط بها محركًا - باع. ولم يجعل من ذلك أمرًا خاصًا. لقد صنع الفن وحل المشكلات، أو على حد قوله - “ما المشكلة؟”. 

تكمن قوة فنه في بساطة الأشياء - قوة الفرح وشغف الإبداع تنعكس في أعماله، والآن أيضًا قوة الحنين الذي لا يهدأ. 

كل فرد يرى الفجوة بين الفكرة الكيبوتسية وبين الحياة، وبين الواقع، بطريقة مختلفة. 

وعلى هذا الفارق بالتحديد، وعلى الحاجة لتسليط الضوء عليه، توضيحه، وإجراء حوار بشأنه، يركز حاييم ماور في عمله “أساطير متلاشيّة” (1979-1980). 

ماور يعكس الفكرة الكيبوتسية ويخلق حوارًا حول معنى أن تكون مختلفًا داخل فكرة موحدة. يطلب منا النظر إلى ما يحدث بالقرب من السياج، النظر إلى الهوامش - تلك التي داخل الكيبوتس وخارجه - وأن ندرك وجودها. أن نرى ونتقبل هذا المختلف عنا، الآخر الذي قد لا يكون من السهل علينا النظر إليه. 

يتطلب النظر والتقبل؛ الإنصات، والصبر، والتسامح، والقدرة على توسيع حدودك وسياجك لاستيعاب الآخر. هذا بالضبط ما طلبه حاييم ماور من الكيبوتس في عام 1979، وهو ما يطلبه منا الآن. 

 

عمل الفيديو الخاص بتمار نسيم، “لمن هذا الحداد اللعين؟”، يعرض من خلال الفيديو أعضاء الكيبوتسات الذين عادوا إلى منازلهم بعد شهور طويلة عاشوا خلالها كلاجئين بعد أن تم احتلال مستوطناتهم أو إخلاؤها في حروب ماضية. كان عليهم التعامل مع الحزن الشخصي للأيتام والأرامل مقابل الحداد الجماعي للمجتمع الكيبوتسي. 

الشهادات تكشف عن شعور بالذنب لدى الناجين وتكشف عن المشاعر الصعبة لدى الأيتام والأرامل التي لم تُعالج آنذاك. 

التعامل مع تبعات الصدمة التاريخية وتأثيرها طويل الأمد على المجتمع الكيبوتسي يردد صدى عن واقع عشرات الكيبوتسات في هذا العام والطريق الذي يجب سلكه لمعالجة الصدمة الجماعية لكل المجتمع الكيبوتسي. 

عمل الفيديو يُعرض في مساحة عرض مخصصة لمشاهد واحد، في غرفة اعتراف حيث تروي الشخصيات قصصها الشخصية. يتم العرض باستخدام تقنية “PEPPER’S GHOST”، وهي تقنية هولوغرام تعتمد على الوهم البصري، مما يجعل الشخصيات تبدو وكأنها هنا للحظة، وللحظة اخرى تبدو كأشباح من الماضي؛ ماضٍ لا يزال يطاردنا ويؤكد تأثير الأحداث الصادمة على المجتمع ككل. 

                                                                                                                       عتار چيڤاع، قيّم المعرض 

חסר רכיב