חסר רכיב

'متى تقرع الأجراس?'

أڤنر زينعر ومحمد أبو رقية

أمينة المعرض: عنات ليدرور


الأبد، الوقتيّة، فوق الوقتيّة، الإنسانيّة، التصوّر الإنساني للزمن، هذه هي مناطق القراءة هنا.

في الأوقات التي لم تعد الطبيعة تنظم لنا نبضات الزمن الدوريّة، فهو يتواجد بحد ذاته، وغالبّا بمنعزل عنا. ونحن، وضعنا نظارات عازلة بين الزمن والطبيعة نظارات أخرى – نظارات قوميّة ودينيّة، جندر وتقاليد، هي نتاج صنع الإنسان.

يطرح هذا المعرض أسئلة حول القوى التي تقود الإنسانيّة وحول المسار الذي اختارت المضي فيه.

وهو يعوّم التوق إلى الزمن الذي كان قائمًا على نحو كامل في عالم ما قبل الإنسانيّ أو في بدايات عهد الإنسانيّة – الزمن والطبيعة.

زمن ليس عبدًا للتقدم، زمن المواسم والدوريّة، زمن التسامح، عشرات آلاف السنين التي خدمت فيها الطبيعة الإنسان، انتجت له الغذاء والمأوى، ومصادر المياه والنمو.

لكن الإنسان اختار مبدأ السيطرة: على الطبيعة، على الوقت وتنظيمه، وبنيه وبين نفسه، أناس يسيطرون على ناس.

شعور "لا يوجد وقت" الذي نعيشه: الوتيرة السريعة، الضغط، الذي خرج عن الوقت الطبيعيّ وأبقانا مع وقت الشاشة، مع تجزئة الوقت إلى وقت يهوديّ، ووقت اسلاميّ، ووقت مسيحي ووقت بوذيّ، ومع سباق الساعة، الساعات والدقائق المحسوبة.

بقينا مع شعور فقدان الزمن، منعزلين، مغتربين.

محمد أبو رقية وأڤنر زينعر، فنّانا المادة، يسيران في الطريق جنبًا إلى جنب، منذ أكثر من عشرين سنة. ولأول مرة يجتمعان معًا في هذا المعرض المشترك، يسعيان إلى رفع الرأس عن المادة والتساؤل، هل المفهوم التام للزمن يعني أيضًا وجود حيز أبديّ، روحانيّ، خارج الزمن؟

هل هذا الحيز تابع كله للدين؟ ما هي مكانة الروحانيّة العلمانيّة لدينا؟

ما هي مكانة الروحانيّة العابرة لتعريفات الدين وحتى لتعريفات العلمانيّة؟

لماذا نظراتنا قريبة جدًا من الأرض؟ هل نسينا قاماتنا الروحانيّة؟

كيف يرتبط الأمر بالإحساس بفقدان الانسجام من وجودنا اليوميّ؟

الرغبة بتغيير قواعد اللعبة، وبفرح حتى، بالألوان الزاهية، لانعاش جهازنا الأوتوماتيكي، وتقويض التصوّر الزمنيّ القائم، هذه كلها يتم التعبير عنها عبر الإمكانيات الجديدة لتمثيل تصوّر الزمن.

يتقصى الفنّانان في أعمالهما مساحات أخرى، تصوّر زمن شخصيّ، زمن يقرع: وزمن يرتبط بالرنين، وبعمقه، وبسعته، وبكليته. الجرس، وعجلات الصلاة، الأبد، الهدوء والنغمات تصل من عالم آخر، فوقيّ، للروح، الانسجام، خارج الزمن.

هذا هو المكان الذي يوحّد الكل البشري وما بعده إلى وحدة متكاملة.

محمد وأڤنر يعرضان اشكالًا وفضاءات محتملة للعلاقة بين الأرضي والسماويّ، لتصوّر الجمال، لحركة الروح والزمن؛ والأبد ربما.



أڤنر زيغر، يقدم في عمله "يوجد ولا يوجد" دورات الزمن غير المحتمل.

محاولاته لإنجاز عمل خلال 24 ساعة، الزمن الذي يتحدى خصائص المادة، أنتجت شظايا تجمع داخلها تصوّر لزمن المادة ومقاومته.

محمد أبو رقية، ينتج الأجراس على نحو دائم. الشكل، النغمات والفضاء، تعبر بالنسبة له عن اللقاء الصحيح. وهي أيضًا التي تعبر عن صمته، صعوبته في التحدث. الصمت الصارخ الناطق، أو بلغة الفن الغنيّة، الانسجام الانسيابيّ، لغة شاعرية حقًا.

يعالج كلاهما في أعمالهما واجهة السطح بواسطة المطبوعات والأنسجة. يتوقفان لتأمل علامات التصدع، والتشقق والتقشير، يحتاران ويحاولان إدراك بعدًا آخر في العلاقة بين الإنسان، والمادة والجوهر المتملص جدًا، والزمن.

"متى تقرع الأجراس؟" هي دعوة لليقظة العميقة.

عنات ليدرور، أمينة المعرض




תגובות לדף זה
תגובה חדשה

עדיין אין תגובות לדף זה.
מוזמנים להגיב!

חסר רכיב