חסר רכיב

تسيڤي جيڤاع وفريد أبو شقرة: المواطن الصالح


  • من هو وما هو المواطن الصالح، في عصرنا الحالي، في إسرائيل، 2019؟
  • كيف يقوم الفنان بجسر الهوّة بين فنّه وقوميته ومواطنته؟
  • كيف يمكن أن يكون الفن فنًّا جيدًا وفنًّا اجتماعيًا وسياسيًا على حد سواء؟


من البلاط المرصوف وطريق الاشواك، بين قط الشارع لابو شقرة والعصافير المغروسة في تربة جيڤاع ، بين الأنا والوعي الاجتماعي واستكشاف الفن من الداخل، يقوم هذان الفنانان بالتزامن منذ عِدّة عقود بإنتاج عملًا ابداعيًا واسع النطاق ومتعدد الوسائط وبالغ الأهمية. 


في هذا المَعرض يتم عرض اعمال هذين الفنانين سويةً للمرة الأولى في معرض ثنائي، كنسيج يسترعي التأمل من جديد في الاعمال الإبداعية لكل واحد منهما على ضوء خلفيته وبحوار مع الاخر. من خلال الركيزة التي هي كالمادة، ومن خلال الجاهزية الفورية التي هي ركيزة، وبواسطة طبقات متراكمة فوق بعضها البعض من الألوان التي تخفي وتكشف في آن واحد ومن خلال ابداعات فيديو على شكل قصائد شعرية، يتشابك كل من تسيڤي وفريد هنا سويةً ويقدمان إضاءات وايضاحات. 


كلاهما مغروسان في الطبيعة المحلية ويتصرفان بشكل طبيعي وبصورة عقيمة كذلك. المكان هو موضوع بحث مركزي بالنسبة لكليهما. المكان كحيز من الطبيعة، كحيز اجتماعي، كبيت، كتاريخ، كفكرة فلسفية وكلغز شكلي فني. لقد نشأ الاثنان وترعرعا على بعد أقل من نصف ساعة سفر من بعضهما البعض، وفي واقع واحد وبلاد واحدة والتي هي في حقيقة الأمر اثنتين على الأٌقل.


يعكس كل من تسيڤي وفريد، اللذان تعلما في أفضل مؤسسات الفن وقدّما معارضًا لا حصر لها في المتاحف وفي المعارض الفنيه في البلاد وفي جميع ارجاء العالم، في اعمالها وفي حياتهما اهتمامًا عميقًا بالعلاقة مع "الآخر"، الذي يطمح لأن يقدم اعمالًا فنيه وأن يعيش في نسيج بشري مُتغيّر وفي مرحلة كينونة وصيرورة لمجتمع مشترك ورواية مشتركة.


يحدث البحث والاستكشاف الفني، الاجتماعي والفلسفي المشترك في اعمال كلا الفنانين بشكل دائم على خلفية وضمن نطاق السياسة القائمة غالبًا بينهما وبيننا كجدار. انهما يتسلقان الجدار وينظران وراء القضبان الحديدية، ويرسلان نظرةً ثاقبة ويدًا، ويضعون خاتمهم الشخصي بما في ذلك المحبة والقلق والرغبة لديهما. 


في المسطحات الأرضية، في التراب وفي الكائنات الحية والنباتات ولدى بني البشر؛ في الكوفيات وفي الجدران، وفي المناظر الطبيعية والطائرات، في الزخرفة وفي الشبكة وفي مناطق التركيز والغسق الضبابي، في الوعي وفي الظاهر للعيان، وفي كل ما تحت ذلك- أنهما يقومان بإنتاج أعمال إبداعية. كل واحد منهما هو "الآخر" بالنسبة للطرف الثاني ولكن يأخذ كل واحد منهما على عاتقه ما يشبه نظرة تحليق العصفور وهو طائر في الهواء- أنهما يشاهدان المشهد برمته ومن كافة جوانبه- - وفي عمل شاق ومضني كعمل النملة، يستمران في المراسلة، وفي الاتصال وتغيير الواقع. لغة ومجازًا، وفي الكلام وفي الخطاب؛ حول الشرفي والغربي، حول اليهودي والعربي الفلسطيني، يلمس كل من أبو شقرة وجيفاع  كل ما هو موجود محليًا. 


كفنانين وكمعلمين للفن ومرشدين اسطوريين، وكمواطنين واعيين ومتسائلين ومستكشفين، ينجح كل من فريد أبو شقرة و تسيڤي جيڤاع في ان يعكسا وأن يؤثرا على حقول الفن والثقافة، والمجتمع الذي نعيش فيه. ويبدو ان الإثنين لفترة تزيد عن أربعين سنة، مثل ملائكة التاريخ، يتأملون في الماضي ويتخيلون المستقبل. 



ميراڤ فيشير وعنات ليدرور 

كنوز المعرض


חסר רכיב